على أنقاض الكرة الفلسطينية| 8 لاعبين عرب يلعبون للمنتخب الإسرائيلي (تقرير)
ككل شئ في فلسطين تستمر إسرائيل في السطو على ميراث أبناء الانتفاضة فلم تسيطر فقط الدولة الصهيونية على الأرض لكن على لاعبي كرة القدم الذين تستغل جنسياتهم كونهم من عرب 48 لضمهم للعب بألوان المنتخب العبري، ليس ذلك فقط بل ينشط العديد من هؤلاء اللاعبين في الملاعب الأوروبية.
في اليوم الذي تأكد فيه خروج المنتخب الفلسطيني من الدور الأول لبطولة أمم آسيا 2019، بعد فشله في التأهل ضمن أفضل 4 ثوالث، أعلن نادي أشبيلية الإسباني تعاقده مع مهاجم المنتخب الإسرائيلي مؤنس دبور، قادمًا من ريد بول سالزبورج النمساوي، ليلحق بالفريق الأندلسي بداية من الموسم المقبل.
Nos vemos el 1 de julio, Munas Dabbur. ?
➡ https://t.co/7Du4t8Z7jP#vamosmiSevilla
— Sevilla Fútbol Club (@SevillaFC) January 17, 2019
منتخب «الفدائي» حاول أن يقدم مردودًا أفضل من النسخة الماضية من البطولة عام 2015، والتي خرج فيها من دور المجموعات، برصيد خالٍ من النقاط، حيث تلقى 3 هزائم، سجل فيهم هدفًا وحيدًا واستقبلت شباكه 11 هدفًا، إلا أن التعادل سلبيًا مع المنتخبين السوري والأردني، لم يكن كافيًا للعبور إلى دور الـ 16 من البطولة، في الوقت الذي يتألق فيه لاعبون فلسطينيون من «عرب 48» ولكن بألوان العلم الإسرائيلي، ويلعبون في أندية أوروبية كبيرة.
ورطة ليفربول والسبب «دبور»
قبل أن يعلن الفريق الإسباني ضم مهاجم المنتخب العبري في صفقة قدّرت بـ 15 مليون يورو، كشفت تقارير صحفية عن اهتمام فريق ليفربول بالتعاقد مع مؤنس دبور، خلال فترة الانتقالات الشتوية، في ظل تراجع أداء مهاجم الريدز روبرتو فيرمينو خلال الدور الأول من الدوري الإنجليزي الممتاز.
موقع Football Whispers المهتم بأخبار الانتقالات الكروية، عقد مقارنة بين اللاعبين في ديسمبر الماضي، بعد انتصاف الموسم الكروي، والتي كانت لصالح “دبور” آنذاك، الذي بلغ معدله التهديفي هذا الموسم 0.62 هدفًا في المباراة الواحدة، إذ أحرز حتى الآن 20 هدفًا في 30 مباراة بأربعة مسابقات، وكذلك تفوق الإسرائيلي على نظيره البرازيلي في معدل صناعة الأهداف، والمراوغات، ولمس الكرة داخل منطقة الـ 18، واصفًا اللاعب بـ “المبدع ومتعدد المواهب”.
ونظرًا لجواز السفر الذي يحمله اللاعب، انتقل الجدل إلى مساحة أخرى بعيدة تمامًا عن كرة القدم، ولغة الأرقام داخل الملعب، في ظل وجود نجم فريق ليفربول الحالي محمد صلاح، وما قد يسببه تعاقد إدارة النادي الإنجليزي مع هذا اللاعب من حرج كبير لصلاح مع الجماهير المصرية والعربية، وهو ما تحدثت عنه تقارير إسرائيلية، وأثير بالفعل على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، إن محمد صلاح هدد بالرحيل عن ليفربول في حالة إتمام التعاقد مع لاعب المنتخب العبري، مضيفة أن أشخاص مقربين من اللاعب المصري قالوا إنه يجب تركه بمفرده، والتركيز في لعب كرة القدم فقط لكونه لاعبًا محترفًا.
كما انتقدت صفحة “إسرائيل تتكلم بالعربية”، التي تديرها وزارة الخارجية الإسرائيلية، دعوات الجماهير لرحيل “صلاح” في حالة تعاقد ليفربول مع مؤنس دبور، حيث كتبت الصفحة: “يؤسفنا أن نرى أن هناك أشخاصاً يشجعون رحيل نجم كرة القدم المصري محمد صلاح عن فريق ليفربول، في حال انضمام لاعب كرة القدم الإسرائيلي مؤنس دبور إلى هذا الفريق. هذه الأصوات تقحم السياسة بالرياضة”.
يؤسفنا أن نرى أن هناك أشخاصاً يشجعون رحيل نجم كرة القدم المصري محمد صلاح عن فريق ليفربول، في حال انضمام لاعب كرة القدم…
Geplaatst door إسرائيل تتكلم بالعربية op Woensdag 26 december 2018
ولكن المختلف في لاعب الفريق النمساوي، أنه عربي مسلم، ولد في مدينة الناصرة، التي تقع داخل الخط الأخضر، فهو من عرب 48، الذين يحملون جواز سفر إسرائيلي، إلا أن صاحب الـ 26 عامًا مثل المنتخب العبري الأول في 13 مباراة، محرزًا 3 أهداف، وفقًا لموقع transfer markt.
منتخب إسرائيل من العرب
أعلن الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، عن خوض مباراة ودية بين إسرائيل والأرجنتين في القدس المحتلة، استعدادًا لخوض المنتخب الأرجنتيني لمنافسات كأس العالم 2018، كان مقررًا إقامتها في 9 يونيو، قبل أن يتم إلغاؤها فيما بعد.
قبل ذلك أعلن المدير الفني للمنتخب الإسرائيلي قائمة اللاعبين المقرر خوضهم لودية الأرجنتين، وكان من ضمنهم 7 لاعبيين عرب، هم حارس المرمى محمود قنديل، ولؤي طه وعايد حبشي وطالب طواطحة، وبيرم كيال، وضباء سبع، بالإضافة إلى مؤنس دبور.
7 لاعبين عرب في منتخب إسرائيل لكرة القدم بانتظار ميسي والمنتخب الأرجنتينيتجري الإستعدادات على قدم وساق للمباراة الودية…
Geplaatst door إسرائيل تتكلم بالعربية op Woensdag 23 mei 2018
وفي آخر فوز حققه المنتخب العبري ببطولة دوري الأمم الأوروبية ضمن منافسات المستوى الثالث، أمام نظيره ألباني بهدفين نظيفين، أحرز لاعبًا عربيًا الهدف الثاني، وهو ضباء سبع صاحب الـ 26 عامًا، والذي ولد في قرية مجد الكروم الواقعة شمال شرق مدينة عكا ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمنضم حاليا لصفوف فريق هبوعيل بئر السبع.
مشاركة لاعبين من “عرب 48” في المنتخبات الإسرائيلية ليس بالأمر الجديد، حيث كان علي عثمان المولود في قرية بيت صفافا جنوب شرق القدس، أول فلسطيني يرتدي قميص المنتخب العبري، وتلاه بعد ذلك أكثر من لاعب مثل زاهي أرملي، ووليد بدير، ورفعت ترك، واللاعب نجوان غريب الذي أحرز هدفًا تاريخًيا لإسرائيل بمباراة ودية فازوا فيها على الأرجنتين بهدفين مقابل هدف في أبريل 1998، وكان متهمًا بعدم ترديد نشيد الدولة العبرية بحسب تقرير لموقع “المصدر” الإسرائيلي.
https://www.youtube.com/watch?v=h1bX3HIhNUc
استقطاب العرب بالدوري الإسرائيلي
تشهد ملاعب كرة القدم الإسرائيلية مشاركة وتألق العديد من اللاعبين الفلسطينيين، ممن ولدوا في بلدات داخل الخط الأخضر، إذ يتناول تقرير منشور بجريدة معاريف الإسرائيلية في 2011، ما وصفه بـ “القفزة الكبيرة في نسبة اندماج لاعبي كرة القدم العرب في الدوري الممتاز والمنتخبات الإسرائيلية”.
وذكر التقرير أن هناك 56 لاعبًا عربيًا مسجلين ضمن 15 فريقًا يلعبون بالدوري الإسرائيلي، وهي أرقام مثلت آنذاك ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بالسنوات العشر التي سبقتها، حتى مع استثناء فريق بني سخنين، النادي العربي الوحيد بالدوري الإسرائيلي الممتاز، فإن النسبة تظل مرتفعة.
ويتناول تقرير آخر لصحيفة يديعوت أحرنوت في 2013، تألق اللاعبين العرب في الكرة الإسرائيلية، مؤكدًا أن القرى العربية في إسرائيل مليئة بالمواهب الكروية، إذا تقوم معظم الفرق الكبيرة بإرسال مكتشفي مواهب إلى تلك القرى لاختيار المتفوقين الذي يصل بعضهم إلى مدارس كرة القدم.
ويفسر المحلل الرياضي شادي بشارة، تألق لاعبين عرب في الفرق الإسرائيلية بأن اللاعب الإسرائيلي “مدللًا ويبحث دائمًا عن الأموال”، في حين أن نظيره العربي “معطاء وكثير المحاولة”، مؤكدًا أن العرب داخل إسرائيل يعانون دائمًا من الإقصاء في جميع المجالات، باستثناء الرياضة وكرة القدم.
https://www.youtube.com/watch?v=fBuvIr_fDLo
صعوبات تواجه الكرة الفلسطينية
وتعاني الكرة الفلسطينية العديد من المشاكل والتضييق من قبل السلطات الإسرائيلية، تتمثل أولها في عدم وجود بطولة موحدة للدوري في فلسطين، حيث تقام بطولتين منفصلتين، واحدة في الضفة الغربية والثانية في قطاع غزة، نظرًا لصعوبة انتقال الفرق واللاعبين بين جزئي الدولة الفلسطينية، خاصة مع الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 10 سنوات.
ويعدد الباحث الفلسطيني مأمون كيوان، في مقال بجريدة الشرق الأوسط، أوجه الانتهاكات الإسرائيلية تجاه الرياضة الفلسطينية، متمثلة في منع وعرقلة بناء الملاعب، وتدميرها أحيانًا مثلما حدث عقب قصف ملعب فلسطين في قطاع غزة بنوفمبر 2012، بالإضافة لتقييد حركة اللاعبين والإداريين داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، وعرقلة استلام الأموال المرسلة لاتحاد الكرة الفلسطيني من الفيفا والاتحاد الآسيوي.
وفي يوليو 2007، أصدر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بيانًا موجهًا للاتحادات العالمية والقارية والوطنية، يدين فيه محاولة طمس الرياضة الفلسطينية من قبل السلطات الإسرائيلية، حيث ذكر البيان أن 21 لاعبًا من منتخب فلسطين منعوا من العودة لقطاع غزة، عقب انتهاء مشاركتهم في بطولة اتحاد غرب آسيا في الأردن آنذاك، منددًا باستمرار منع إسرائيل للفرق الرياضية من محافظات الضفة الغربية من مقابلة الفرق في غزة والعكس، مما يحول دون منافسات جدية تتطور من الكرة الفلسطينية.
عرب 48 في الكرة الفلسطينية
“وما توفيقي إلا بالله” بهذه الكلمات أعلن اللاعب مأمون قشوع، المولود بمدينة الطيرة، انضمامه للمنتخب الأوليمبي الإسرائيلي، مثيرًا عاصفة من الغضب من قبل الجماهير العربية، التي اتهمت اللاعب الشاب بـ “الخيانة وتفضيل الكيان الصهيوني على المنتخب الفلسطيني”.
.⚽️❤️وما توفيقي الا بالله❤️⚽️.
Geplaatst door Mamoon Qashoa op Donderdag 28 september 2017
وقبل ذلك بنحو 4 أعوام، أثار انتقال اللاعب الفلسطيني على الخطيب، من نادٍ فلسطيني إلى آخر إسرائيلي أزمة كبيرة، أدت إلى طرده من المنتخب الفلسطيني، حيث قال “الخطيب” في تصريحات لجريدة الوطن في فبراير 2013: “نحن نعيش فى الأراضى الإسرائيلية واللعب لأحد الأندية الإسرائيلية لا يخرج على كونه مجرد عمل مثل غيره، ولكننا لسنا عملاء كما يدعى البعض، نحن نعمل لكى نعيش”.
ولكن في المقابل، ليس كل اللاعبين العرب داخل الخط الأخضر، يعلنون الدفاع عن ألوان العلم الإسرائيلي، فهناك أكثر من لاعب من “عرب 48” يلعبون في أندية الدوري الفلسطيني، رغم كل الصعوبات التي تعاني منها الكرة الفلسطينية كما ذكرنا، أو قرروا الانضمام لمنتخب وطنهم الأم.
ويذكر تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية في 2016، أن الدوري الفلسطيني أصبح جاذبًا للاعبين من عرب 48، كان على رأسهم نادي شباب الخليل، الذي فاز بلقب الدوري في ذلك العام بفضل مشاركة 5 من اللاعبين الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر.
وأضاف التقرير أن المدافع الفلسطيني هيثم ذيب، المولود بقرية مجد الكروم شمال الأراضي المحتلة، بدأ مسيرته الكروية من أحد الأندية الإسرائيلية، قبل أن ينتقل للدوري الفلسطيني، ويمثل منتخب “الفدائي”.
وأشار التقرير للاعب عبيدة أبو ربيع، الذي انضم لنادي شباب الخليل قادما من فريق في الدرجة الثانية في الدوري الإسرائيلي، حيث إن أحد الأسباب التي دفعته للعب في الدوري الفلسطيني هو التشجيع الذي حصل عليه من والده الذي يقضي حكما بالسجن داخل إسرائيل.
ويتعامل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، مع اللاعبين العرب من داخل الخط الأخضر، كلاعبين محليين لهم الحق في اللعب بالدوري الفلسطيني، والانضمام لمنتخب “الفدائي”، وإن كان يواجه لاعبو المنتخب من “عرب 48” مشاكل في بعض الدول العربية، بسبب حملهم لجوازات سفر إسرائيلية، حيث يمنعون من دخول هذه الدول، حيث يتم التعامل معهم كـ “مواطنين إسرائيليين”.