أحمد حمدي يكتب: رصاصة «الملك» المطاطية وأسلحته الفاسدة

0

في جميع أنحاء العالم، أحيانًا تضطر القوات الشرطية لاستخدام ما يعرف بالرصاص المطاطي لفض الاحتجاجات والشغب، وهو نوع من الطلقات المصنوعة من المطاط أو المطلية بالمطاط، تطلق من أسلحة خاصة، وتعتبر بديل غير مميت للرصاص التقليدي.

بأخذ هذا التعريف وتلك الصورة وتطبيقها على وضعية عملاق الكرة الإسبانية وبطل أوروبا والعالم ريـال مدريد، فربما يمكننا أن نرى أن خط هجومه يفتقد هذا الموسم لرصاصته القاتلة، كريستيانو رونالدو، الذي اعتاد القضاء على المنافسين من ربع فرصة بل ومن لا فرصة حتى. البديل المتوقع للبرتغالي، على الأقل في نظر رئيس النادي فلورنتينو بيريز، كان من المفترض أن يكون الويلزي جاريث بيل.

- الإعلانات -

ويتمتع بيل بالبنية الجسمانية والسرعة الفائقة والمهارة في التصويب البعيد وضربات الرأس، بالإضافة إلى حسه التهديفي العالي، حين يكون في مستواه المعهود. لكن مستواه الحقيقي يبقى في معظم الأحيان «ناقص في السوق»، نادرًا ما تشاهده، ف[inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]صاحب عضلات القدم المفتولة والبارزة التي يتباهى بها كثيرًا، يبقى في معظم الأحيان مصابًا وخارج الخدمة، إذ يشبه الأسلحة الفاسدة التي اعتدنا رؤيتها في الأفلام التي ترصد حرب 1948.[/inlinetweet] العدو أمامك، تعمر سلاحك وتضرب، لكن الرصاصة لا تصيب العدو بل تصيبك أنت في مقتل. وبالمثل، تسلح ريـال مدريد بـ«بيل» عقب رحيل «رونالدو» وأطلقه على المنافسين، فقط ليرتد في صدره بمستوى سئ ثم إصابة معتادة أبعدته عن المستطيل الأخضر.

- الإعلانات -

لم يكن «بيل» السلاح الفاسد الوحيد في ريـال مدريد هذا الموسم، إذ أظهر ماركو أسينسيو بدوره كم كبير من اللامبالاة قبل إصابته بدوره ليلحق بالويلزي خارج الصورة. [inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]الشاب الإسباني الذي تنبأ له الجميع بخلافة «رونالدو» رفع يداه مستسلمًا حين واتته الفرصة[/inlinetweet]، مؤكدًا أن على اللاعبين الأكثر خبرة أن يحملوا الفريق في وضعيته الصعبة، مظهرًا ضعفًا في شخصيته لم يكن ظاهرًا للعيان من قبل.

و[inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]مع توالي الإصابات واحد تلو الآخر، «بيل» و«أسينسيو» وماريانو دياز، وجد النادي الملكي نفسه مضطرًا وليس باختياره أن يتخلى عن أسلحته الفاسدة[/inlinetweet] مستعينًا بسلاح كان المدير الفني السابق جولين لوبيتيجي قد ألقاه في «مخزن الكاستيا» غير مقتنعًا بقدراته، اسمه فينيسيوس جونيور. فينيسيوس، الشاب البرازيلي صاحب الـ 18 عامًا الذي يخوض أولى تجاربه في الملاعب الأوروبية بقميص أعظم أنديتها، وجد نفسه إذ فجأة مكلف بحمل عبئ هجوم ريـال مدريد ويحمل الراية مع كريم بنزيمة، الذي يقدم أداءً لا بأس به هذا الموسم، ولوكاس فاسكيز، «المتفزلك» في معظم الأحيان.

و[inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]لم يخيب فينيسيوس الآمال، إذ أظهر مهارات رائعة وسرعة عالية وشخصية قوية، إلا أن ثمة شئ يحول بينه وبين تحوله لسلاح حقيقي قاتل للميرنجي[/inlinetweet]، ف[inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]صاحب الـ 18 عامًا يبدو في وضعيته الحالية أشبه بالرصاصة المطاطية التي ذكرتها في البداية، يلسع ولا يقتل، يراوغ، يمر، يمرر ويتسلم، ثم يطيح بالكرة خارج إطار المرمى[/inlinetweet] أو يضعها سهلة في يد حارس مرمى الخصم.

يلعب فينيسيوس جونيور حاليًا دورًا هامًا جدًا في تشكيلة ريـال مدريد، إذ يمثل حلًا رائعًا على الجبهة اليسرى يضمن للنادي الملكي القدرة على الاختراق والوصول إلى منطقة جزاء الخصم، لكن «المحظوظ»، الذي تحول في غضون أيام فقط من لاعب مستبعد يخوض مبارياته وسط أقرانه من الشباب مع الكاستيا في عهد «لوبيتيجي» إلى لاعب أساسي للفريق الأول تهتف الجماهير باسمه وتتغنى به الصحف الإسبانية، يتبقى له أن يعمل بجد على تحسين اللمسة الأخيرة أولًا، وربما عليه أن يتعلم من كريستيانو رونالدو، الذي يحتل الآن مكانه السابق في تشكيلة الميرنجي، ويبقى عقب تدريبات الفريق للتدرب على التصويب من الزوايا المختلفة وبتكنيكات مختلفة، للتحول من مجرد رصاصة مطاطية إلى رصاصة قاتلة تصيب الخصم فتصرعه.

كذلك على البرازيلي أن يعمل على تحركاته أثناء هجمات فريقه، خاصة من الجهة اليمنى، إذ يبقى في كثير من الأحيان ملتزم بالبقاء على الخط في الجانب العكسي، وهو الأمر الذي يفقد الميرنجي الزيادة العددية في الكرات العرضية، فيجد كريم بنزيمة نفسه وحيدًا داخل المنطقة، وفي حال عدم وجود «بنزيمة» تجد مدريد عاجزًا عن استلام أي كرات داخل منطقة جزاء الخصم. ويبقى على المدير الفني الأرجنتيني، سانتياجو سولاري، دورًا كبيرًا في تنبيه اللاعب إلى هذا الأمر، والعمل معه على الشكل التكتيكي للوضعيات الهجومية وتعليمه متى عليه أن يضم إلى داخل الملعب ومنطقة الجزاء لعمل الكثافة العددية وفتح المساحة خلفه للظهير الأيسر للتقدم، ومتى عليه أن يلتزم في مكانه على الخط.

في النهاية، وجد ريـال مدريد في فينيسيوس سلاح مهم، ولا أنكر أنني أستمتع كثيرًا بمشاهدته حين يداعب الكرة بقدميه، ولكنه يبقى غير كافيًا لحمل الآمال الملكية في المستقبل ما لم يطور من نفسه ويساعده مدربه على ذلك، كذلك يبقى الخطر الأكبر كامن في الإعلام الإسباني، وتحديدًا المدريدي، الذي يعيد مع فينيسيوس الخطأ نفسه الذي ارتكبه مع «أسينسيو» في تعظيمه وتمجيده رغم أنه لا يزال يتحسس خطواته الأولى.

على اللاعب أن يغض البصر عن كل ذلك ويدرك أنه ما زال أمامه الكثير والكثير ليتعلمه، رغم موهبته الفطرية الكبيرة، ليتحول من مجرد رصاصة مطاطية لرصاصة قاتلة في حرب «ملك الكرة الإسبانية» للعودة من بعيد هذا الموسم، الذي يحتل فيه حتى الآن المركز الثالث في الدوري الإسباني وينتظر مباراة قوية أمام أياكس العائد بشبابه في دوري الأبطال ومباراة أخرى خطيرة أمام جيرونا، الذي أقصى الغريم أتليتكو مدريد، في كأس الملك، بالإضافة إلى مباريات في غاية الصعوبة في الدوري الإسباني يبدأها بأتليتكو مدريد في الجولة القادمة.

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا