كامب نو.. قلعة برشلونة التي يحكمها ليفربول
الكامب نو، هذا الملعب التاريخي الذي يعتبر رمزًا ليس فقط لنادي برشلونة بل لإقليم كتالونيا بأكمله، سيكون الليلة مسرحًا لفصل جديد من التاريخ حين يستضيف ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال بين البلوجرانا وليفربول. وكعادة كل المباريات وسط الجمهور الكتلوني يبقى برشلونة المرشح الأكبر للفوز، لكن ليس اليوم، فالتاريخ لا يقف بجانب أصحاب القميص الأزرق والأحمر حين يتعلق الأمر بأصحاب الرداء الأحمر القادمون من أرض الضباب، فالقلعة الحصينة لـ«ميسي» ورفاقه دائمًا ما تسلم مفتاحها للريدز كلما حضروا لزيارتها.
ويعود تاريخ لقاءات الفريقين على الكامب نو إلى ذهاب نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي لموسم 1975-1976، وكما يتسلح الجيل الحالي بالأسطورة ليونيل ميسي، تسلح البلوجرانا آنذاك بالأب الروحي للتيكي تاكا يوهان كرويف، لكن تواجد أسطورة بهذا الحجم لم يمنع رفاق كيفين كيجان من إسقاط النادي الكتلوني وسط جماهيره بهدف نظيف أحرزه جون توشاك.
وأعاد التاريخ نفسه حين تقابل الفريقين في الدور ذاته من البطولة موسم 2000-2001، وجاء لقاء الذهاب مرة أخرى على الكامب نو، ورغم فشل الريدز في تسجيل الأهداف إلا أنهم نجحوا أيضًا في منع أصحاب الأرض من هز شباكهم للمرة الثانية، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي ويبقى ليفربول مرفوع الرأس على أرض كتالونيا.
وفي الموسم التالي، وقع الفريقان في المجموعة الثانية بدوري الأبطال، ورغم هزيمة الريدز على ملعبه بثلاثية مقابل هدف في المباراة الأولى بين الفريقين، إلا أنه وعلى الكامب نو رفض الانحناء كعادته للكتلان ليخرج بتعادل سلبي أمام فريق ضم ريفالدو وباتريك كلويفرت ولويس إنريكي والعديد من الأسماء الكبيرة في عالم كرة القدم.
وقبل قرابة 12 عامًا، عاد الفريقان للمواجهة في موسم 2006-2007، حين جمعهما دور الـ 16 من دوري الأبطال، وكأن ذهاب الأدوار الإقصائية التي تجمعهما دائمًا يجب أن يكون على الكامب نو، استضاف الملعب التاريخي المباراة الأولى. وشهدت المباراة مشاركة الأرجنتيني ليونيل ميسي لأول مرة أمام الريدز في مركز الجناح الأيمن، فيما دعمه من الجناح الأيسر الأسطورة البرازيلية الساحر رونالدينيو، فيما ضم الفريق أسماء أخرى كبيرة كتشافي وديكو وسافيولا وبويول وغيرهم، لكن كل هذا لم يكن كافيًا لهزيمة فريق اعتاد احتلال قلعتهم مع كل زيارة، رغم ندرة الأسماء الكبيرة في ليفربول آنذاك، ليسقط البلوجرانا بهدفين وسط جماهيره أحرزهما كريج بيلامي وجون آرن رييس، لكن الجانب المشرق الوحيد في المباراة كانت تسجيل برشلونة لهدف لأول مرة في شباك ليفربول على الكامب نو، وأحرزه البرتغالي ديكو، ليبقى حتى الآن الهدف الوحيد الذي سجله النادي الكتلوني أمام ليفربول على أرضه.
في المجمل، تقابل الفريقان في 4 مباريات على أرض الكامب نو، نجح فيهم ليفربول في الفوز بمباراتين وتعادل في مثلهما ولم يسقط أبدًا أمام الكتلان، مسجلًا في مرماهم 3 أهداف فيما استقبل هدفًا وحيدًا.
ويتفوق ليفربول أيضًا فيما يتعلق بالتأهل من الأدوار الإقصائية التي يلاقي فيها برشلونة، إذ التقوا ثلاثة مرات في أدوار إقصائية، نجح الريدز في إقصاء برشلونة منها جميعًا، ففي كأس الاتحاد الأوروبي 1975-1976، ودع البلوجرانا البطولة بعد التعادل في الأنفيلد 1-1 عقب فوز الريدز بهدف في الكامب نو، وفي موسم 2000-2001، تعادلا ذهابًا في الكامب نو 0-0 وفاز ليفربول إيابًا في الأنفيلد 1-0. ورغم خسارة ليفربول على ملعبه بهدف نظيف أمام برشلونة في إياب دور الـ 16 لموسم 2006-2007، إلا أن فوزه في الذهاب على الكامب نو بهدفين لهدف كان كافيًا للإطاحة بالكتلان من البطولة، ليرسخ هيمنته على ملوك التيكي تاكا في الساحة الأوروبية.