في عيد ميلاده.. انتفاضات أعقبت أصعب اللحظات بحياة محمد صلاح
لأنه مصري أصيل شرب من مياه النيل، وتربى وترعرع داخل بيئة ريفية وسط البسطاء، بدا وكأنه استمد قوته وعزيمته في وقت الانكسار من صوت مصري خالص ينادي «علّي صوتك بالغنا.. لسة الأغاني ممكنة»، وهي كلمات الأغنية الشهيرة للفنان محمد منير، لتكون بمثابة الدافع للنهوض من ألامه والتخلص من أوجاعه والعودة بشكل أقوى، إنه النجم محمد صلاح، الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ28.
إبن مركز نجريج التابع لمحافظة الغربية، والذي يتم عامه الـ28 اليوم الإثنين، تعرض للكثير من العراقيل خلال مسيرته الكروية والعديد من المعوقات نجو تحقيق أهدافه وأحلامه ولكنه صمد كالجبال الشاهقة ونهض كالأسد الجريح الزائر، وحذف مصطلح اليأس من قاموسه خلال عدة محطات ومناسبات نسردها في التقرير التالي.
غياب أسطورة مصرية في عالم الاحتراف
لا ننكر وجود نجوم من الكرة المصرية صالوا وجالوا مع أنديتهم الأوروبية، إلا أن فترة توهجهم لم تدم كثيراً، في الوقت الذي غاب المحترف عن التواجد ضمن أساطير الأندية الكبرى والدوريات الكبيرة على مستوى العالم على مدار التاريخ، وعلى الرغم من ذلك لم يقف محمد صلاح مكتوف الأيدي أو ظن في يوم ما أن حلمه صعب المنال بل تمسك به دوماً، على عكس لاعبي الجيل الحالي من الشباب والناشئين الذي يرون أسطورة مصرية حقيقة على أرض الواقع في الملاعب الأوروبية تنافس خلال السنوات الأخيرة على لقب الأفضل عالمياً.
تحدي مورينيو والتألق في إيطاليا
في ظل سعيه لتحقيق حلمه باللعب في أحد أندية الدوري الإنجليزي بعد تعاقد تشيلسي معه، اصطدم صلاح بالواقع الأليم، فظل حبيساً لدكة بدلاء البلوز في ولاية مورينيو، لا يشارك إلا في دقائق تُعد على أصابع اليدين من حين لآخر، إلى أن قرر المدير الفني البرتغالي إعارته لصعوبة دخوله التشكيلة الأساسية وسط كوكبة نجوم الفريق في الوقت الحالي.
لكن صلاح كان رده عنيفاً داخل المستطيل الأخضر، فلم يستسلم الفرعون المصري وظهر بشكل أكثر من رائع في الكالتشيو مع كل من فيورنتينا وروما.
ما بين ضياع الحُلم وكتابة التاريخ
لحظات فارقة وحاسمة في مشوار محمد صلاح بالملاعب، فمع اكتمال الدقيقة 89 من عمر مباراة منتخب مصر ضد ضيفه الكونغولي بملعب برج العرب بالاسكندرية، يسجل الضيوف هدف صاعق يعادلون به النتيجة مهددين بقوة حلم الفراعنة في العودة للمونديال بعد غياب 28 عاماً، فانبطح صلاح أرضاً باكياً وهو يصرخ على اقتراب ضياع حلم 100 مليون مصري، ولكنه نهض سريعاً وبث الأمل والحماس في نفوس زملائه، ونجح بعدها بـ 5 دقائق فقط من دخول التاريخ وتسجيل هدف العبور لمونديال روسيا، ليُحمل صلاح على أكتاف المصريين متغنيين بإسمه في ليلة تاريخية.
إصابة بالغة وريمونتادا تُدرس
إزعاج شديد سببه محمد صلاح لدفاع ريال مدريد الاسباني مع الربع ساعة الأولى من عمر مباراة الفريق الملكي أمام ليفربول على لقب دوري أبطال أوروبا نسخة 2018، ولم يجد المدافع الصلب راموس طريقة لإيقاف خطورته سوى التدخل بعنف بشديد والتسبب في إصابة بالغة له في الكتف ليخرج صلاح مصاباً والدموع تملأ وجهه، وسط أنباء عديدة عن غيابه من تمثل منتخب مصر في مونديال روسيا والذي كان على مقربة من الانطلاق أنذاك، ولكن صلاح عاد لينتقم،.
وعلى الرغم من عدم جاهزيته بنسبة 100% قاد الفراعنة في العرس العالمي بدايةً من لقاء الجولة الثانية ونجح في تسجيل هدفين في مرمى كل من روسيا والسعودية ومن ثم تصدر قائمة هدافي منتخبنا القومي بالمونديال رفقة عبدالرحمن فوزي.
كما حقق صلاح نجاحات عديدة مع ليفربول في الموسم الماضي بالحصول على لقب الهداف بالتساوي مع ساديو ماني وأوباميانج، ودخول التاريخ بتسجيل هدفاً في مرمى توتنهام بنهائي دوري الأبطال 2019، والمساهمة بقوة في معانقة الريدز اللقب الثمين، ومن ثم المشاركة في كأس العالم للأندية وحصد لقبها، والتربع على عرش المستديرة، في الوقت الذي بات صلاح على مقربة شديدة من تذوق طعم التتويج بالدوري الإنجليزي في الموسم الجاري مع اقتراب استئناف المسابقة.