جوهرة رياضية بفكرة يونانية على «أرض الثغر».. وافتتح رسميًا عام 1929.. استاد الإسكندرية الدولى.. من الاكتتاب السلطانى إلى أول ملعب أوليمبى إفريقى

هو الاستاد الأعرق والأقدم فى تاريخ القارة الإفريقية، ومنارة الرياضة فى مصر وعروس البحر المتوسط، تصميمه وبناؤه الأثرى يميزه عن أقرانه ليكون أحد أشهر استادات القارة السمراء والوطن العربى.. إنه «استاد الإسكندرية الرياضى».

الدكتور محمد عبدالرازق، مدير عام استاد الإسكندرية، قال لـ«المصرى اليوم»، إن فكرة إنشاء الاستاد تعود إلى محاولة أنجلو بلوناكى، الذى كان من عائلة يونانية كبرى، ورياضيا معروفا، إذ تعرّف على «بيير دى كوبرتان» الفرنسى، الذى يقال إنه باعث الألعاب الأوليمبية فى العصر الحديث، وخلال مناقشاتهم، تم اقتراح استضافة الإسكندرية دورة من دورات الألعاب الأوليمبية، وحاول إقناع بلدية الإسكندرية فى عام 1909 بإنشاء ملعب أوليمبى ليكون الأول من نوعه فى إفريقيا والشرق الأوسط، ووافقت البلدية على فكرة بلوناكى، وخصصت قطعة أرض تملكها البلدية مقابل إيجار سنوى، وكان فى وقتها بمنطقة الشاطبى وأقيم عليه مقر نادى نادى الاتحاد السكندرى، ما جعل اللجنة الدولية الأوليمبية توافق على عضوية مصر رسميًا فى اللجنة عام 1910.

- الإعلانات -

استاد الإسكندرية الدولى

- الإعلانات -

وأضاف أنه فى عام 1919، قرر السلطان فؤاد الأول فتح باب الاكتتاب العام لجمع التبرعات والمساهمات المالية للبدء فى تنفيذ حلم إنشاء الملعب الدولى، ولأجل تشجيع الغير على التبرع، قرر السلطان فؤاد التبرع بـ3 آلاف جنيه من حسابه الشخصى، كبداية لجمع التبرعات والمساهمات المالية، وكذا تبرع الأمير طوسون، أمير الإسكندريه، بـ2000 جنيه، و«بلوناكى» نفسه تبرع بـ1000 جنيه، وقررت اللجنة الدولية الأولمبية فى عام 1922 اللجوء إلى «يانصيب» وتم بيع ما قيمته 60 ألف جنيه، جرى إنفاق 20 ألف جنيه فى صورة جوائز للمشاركين ووجه باقى المبلغ للإنشاء.

وأشار إلى أنه على الرغم من تلك الجهود، فإن الإنشاءات لم تنته فى الوقت المطلوب، الأمر الذى اضطر «بلوناكى» لإخطار اللجنة الدولية بعدم استطاعة مصر استضافة الأوليمبياد، وضرورة التأجيل لمدة عامين على الأقل حتى يتم الانتهاء من الإنشاء، وقبلت اللجنة ما قدمه، وانتهت الأعمال عام 1928.

استاد الإسكندرية الدولى

وانتظر الجميع لتنظيم الدورة وصممت الإعلام وسُكت الميداليات والطوابع التذكارية والدبابيس التى تخلد المناسبة وتحدد موعد انعقادها فى 1929، لكن للأسف ألغيت الدورة بسبب القوى الاستعمارية التى خشيت وقتها تجمع شباب إفريقيا وراء أهداف واحدة يستطيعون خلالها إثبات ذاتهم ورفع الحماية البريطانية عن مصر، فتم إلغاء الدورة.

ولفت إلى أنه فى 17 نوفمبر 1929، جرى الافتتاح رسميًا لأول ملعب رياضى دولى فى إفريقيا والشرق الأوسط، فى حضرة الملك فؤاد الأول، الذى وضع على يمين المدخل اللوحات التأسيسية للملعب، وضمت أسماء المتبرعين واللجنة المشرفة على الإنشاء وسك الميداليات والدبابيس.

-الإعلانات-

قد يعجبك أيضًا