مباريات لا تنسى.. «نطحة زيدان» إيطاليا وفرنسا في نهائي كأس العالم 2006
مباراة من الصعب محوها من الأذهان، نظرًا لما شهدته من إثارة وتشويق حتى اللحظات الأخيرة، من قبل منتخبي إيطاليا وفرنسا في نهائي كأس العالم 2006، لذلك تستحق أن تندرج ضمن سلسلة مباريات لا تنسى.
شهدت «نطحة زيدان» التاريخية لماتيراتزي، وبكاء بوفون من الفرحة وركلة جروسو التي من المستحيل نسيانها.
من كان يتوقع أن تنعم تلك المباراة بكل هذه الأحداث، إنها تُعد أحد أفضل نهائيات كأس العالم عبر تاريخه.
يُغرف دائمًا عن مواجهات الديوك والآزوري التحفظ والميل إلى التكتلات الدفاعية، حتى جاءت تلك المباراة التاريخية التي غيرت جميع الأراء والتوقعات، لتشهد الندية والقوة منذ اللحظة الأولى وحتى لقطة الحسم.
قبل انطلاق تلك المباراة كان يكتلك الآزوري 3 ألقاب، وكان أخر نهائي قد وصله هو فاينال مونديال 1994، والذي خسره أمام البرازيل بعد ركلة جزاء باجيو الشهيرة.
أما الديوك الفرنسية فلا يملكوا سوى لقب 1998 الذي كان على أرضهم وشهد مولد النجم زين الدين زيدان صاحب الأصول الجزائرية.
تاريخ مواجهات إيطاليا وفرنسا في كأس العالم
تواجه المنتخبان قبل المباراة في 4 مناسبات، حسم الأزوري مباراتين، مقابل مرة للديوك، وتعادل وحيد.
أحرز الطليان 5 أهداف، بينما سجل الديوك 4 أهداف.
طريق إيطاليا إلى النهائي
بدأت بفوز صهل على غانا بثنائية نظيفة، ثم تعادل بنتيجة 1-1 أمام أمريكا، بينما حسم صدارة المجموعة كان أمام تشيك بهدفين دون رد.
وفي الدور ثمن النهائي كاد فرانشيسكو توتي الطليان لربع النهائي بركلة جزاء في مرمى أستراليا بالوقت القاتل.
وضرب الآزوري منتخب أوكرانيا في الدور ربع النهائي بثلاثية نظيفة، ليصطدم بصاحب الأرض منتخب ألمانيا في المربع الذهبي.
انتهى شوطي اللقاء بالتعادل السلبي، وفي الوقت الإضافي الثاني سجل جروسو هدف الطليان الأول.
وقتل ديل بييرو أحلام الألمان في العودة في الدقيقة الأخيرة من هجمة مرتدة سريعة سكنت شباك المانشافت.
طريق فرنسا إلى النهائي
البداية كانت بتعادل سلبي أمام سويسرا، ثم تعادل أخر أمام كوريا الجنوبية بهدف لكل منتخب.
وجاء التأهل للدور الـ 16 عبر الفوز على منتخب توجو بهدفين دون رد، مع خسارة كوريا أمام سويسرا المتصدر.
انتصرت فرنسا على إسبانيا بثلاثية مقابل هدف في الدور الـ 16 في مباراة تألق خلالها فرانك ريبيري وزيدان.
لتضرب موعدًا مع منتخب البرازيل حامل اللقب، وتُقصيه بهدف تييري هنري الوحيد بعد أسيست زيزو الرائع.
وفي نصف النهائي أطاح الديوك بمنتخب البرتغال بهدف نظيف أحرزه زين الدين زيدان.
??? See how Cannavaro got his nickname ‘The Berlin Wall’ at the 2006 #FIFAWorldCup on FIFA+
— FIFA World Cup (@FIFAWorldCup) September 13, 2023
اقرأ أيضًا
مباريات لا تنسى.. «8 أهداف» الأهلي وإلاسماعيلي في الدوري المصري موسم 2001/2002
فانتازي الدوري الإنجليزي.. هالاند أفضل كابتن وصلاح يعود من بعيد
مباريات لا تنسى.. مباراة إيطاليا وفرنسا
في يوم 9 يوليو عام 2006 احتضن الملعب «الأولمبي» بمدينة برلين الألمانية مباراة إيطاليا وفرنسا في نهائي مونديال 2006 وسط حضور 69 ألف متفرجًا.
ودخل الآزوري اللقاء تحت قيادة المدرب مارتشيلو ليبي، والذي بدأ المباراة بالتشكيل التالي:
حراسة المرمى: جانلويجي بوفون
الدفاع: جيانلوكا زامبروتا – فابيو كانافارو – ماركو ماتيراتزي – فابيو جروسو.
الوسط: أندريا بيرلو – ماورو كامورانيزي – جينارو جاتوزو.
الهجوم: سيموني بيروتا – فرانشيسكو توتي – لوكا توني.
وعول المدرب الفرنسي ريمون دومينيك على تشكيل، جاء على النحو التالي:
الحارس الأساسي: فابيان بارتيز.
المنطقة الدفاعية: ويلي سانيول – ليليان تورام – ويليام جالاس – إيريك أبيدال.
منتصف الميدان: باتريك فييرا – كلاود ماكيليلي – زين الدين زيدان.
الجانب الهجومي: فرانك ريبيري – فلوران مالودا – تييري هنري.
أحداث المباراة
افتتحت المباراة بالنجمين العالميين، شاكيرا ووايكلف جين واللذين غنَيا نسخة خاصة من أغنية hibs dont lie سميت نسخة البامبو.
أطلق الحكم الأرجنتيني هوراسيو مارسيلو أليزوندو صافرة بداية اللقاء المرتقب بين عملاقي القارة العجوز.
بدأت المباراة على عكس التوقعات وبادر المنتخبين في الهجوم على المرمى بهجمات سريعة.
وتحصل المدافع الإيطالي زامبروتا على البطاقة الصفراء في الدقيقة الخامسة، بعد خطأ ضد مالودا.
وبعد ثواني قليلة عرقل ماتيراتزي اللاعب مالودا داخل منطقة الجزاء ليحتسب الحكم الأرجنتيني ركلة ترجيح للديوك وسط اعتراضات الطليان.
ليدخل زيدان وينفذها على طريقة “بانينكا” وترتطم بالعارضة ثم تتخطى خط المرمى وسط مشاهدة بوفون لها ليتقدم الديوك في النتيجة بعد 12 دقيقة.
وصلح ماتيراتزي الخطأ في الدقيقة الـ 19 برأسية قوية سكنت شباك الديوك بعد عرضية بيرلو المتقنة، ليُبصم على التعادل السريع.
وواصل المنتخبان الأداء القوي والتنوع الهجومي على عكس المتوقع.
وحرمت العارضة لوكا توني من إضافة الهدف الثاني للطليان، لينتهي شوط اللقاء الأول بالتعادل الإيجابي.
وسيطر الديوك على مجريات الشوط الثاني بفضل تألق المهاجم المخضرم تييري هنري، الذي شكل خطورة كبيرة على دفاعات الطليان.
أشرك ليبي المهاجمين ديلبييرو وياكوينتا ليكمل الفريق الإيطالي المباراة بثلاثة مهاجمين، لكن دون جدوى.
لينتهي شوط اللقاء الثاني ويذهبا للأشواط الإضافية.
نطحة زيدان
قبل 10 دقائق من الاحتكام إلى ركلات الجزاء، كان زيدان وماتيراتزي قريبان من بعضهما البعض يمران ويتكلمان.
تبادلا الألفاظ، وفجأة استدار زيدان نحو ماتيراتزي ونطحه برأسه على صدره، مطيحًا به على الأرض، لكن الحكم لم يشاهد الحادثة.
لكن أعطاه الحكم الرابع لويس ميدينا كونتاليخو المعلومات حول الحادثة.
بعد استشارة الحكم لمساعديه، وجه الحكم لزيدان بطاقة حمراء في الدقيقة 110.
ليغادر زيزو الملعب في مشهد درامي حزين على عشاق الفرنسي ذو الأصول الجزائرية وهو ينظر للبطولة الأغلى ويودعها.
لتنتهي الأشواط الإضافية أيضًا بالتعادل الإيجابي، ويحين موعد ركلات الأعصاب.
ركلات الترجيح
سدد بيرلو الأولى بنجاح للطليان، ليرد عليه البديل ويلتورد للديوك، وتقدم ماتيراتزي للآزوري.
وأهدر البديل تريزيجيه الركلة الثانية بعدما أراد أن يسددها مثل زيدان على طريقة بانينكا لكنها ارتطمت بالعارضة.
وعزز البديل الإيطالي دي روسي بالركلة الثالثة، وقلص أبيدال الفارق للديوك، ليوسعه ديل بييرو مرة أخرى.
ليسدد سانيول بقوة ويبقى على آمال عشاق مدينة النور الفرنسية.
ليأتي الدور على جروسو الذي يقول لنفسه لماذا أنا لم أسدد قبل خمس سنوات وكنت في الدرجة الرابعة.
لكنه خدع بارتيز بيسارية قوية سكنت شباك الحارس الفرنسي، لتُعلن تتويج الطليان بلقب كأس العالم للمرة الرابعة.
ليقول بوفون أفضل حارس في البطولة بعد المباراة لم أشاهد الكرة ركزت مع الجماهير الفرنسية وقلت لنفسي إذا بقيا جالسين نكون فزنا وهذا ما تحقق.
وقال زيدان عن النطحة الشهيرة: “لم أندم على فعل ذلك ولن أعتذر، والدتي مريضة في المستشفى وأختي ليست عاهرة”.
وعلق الإيطالي: “أعتذر عما بدر مني، ما قلته كان غبيًا، ولم أعين والدته تحدثت على أخته ولم أكن أعلم أن لديه أخت”.