جوارديولا ضد أرتيتا| بين الخبرة والطموح.. لمن ستكون الغلبة؟

0

لم يكن يفصل بينهما سوى سنتيمترات قليلة، يجلس بيب جوارديولا على المقعد الأول بدكة بدلاء مانشستر سيتي، يليه ميكيل أرتيتا، مساعده وتليمذه النجيب في تلك الفترة، محاولا اقتباس كل ما أمكن من خبرة ليتسلح بها في استعدادا لخوض مغامرته الخاصة، والتي كانت بدايتها في أرسنال.

اليوم الأحد، يفصل بينهما بضعة أمتار، لكنهما في مواجهة بعضهما البعض، فرصة الفوز على أرضية الميدان ممكن أن نطلق عليها مسمى «متساوية» دون النظر إلى الفوارق الفردية فيما بينهما، وثقل كل منهما داخل العشب الأخضر؛ نظرا لما حققه الثنائي في الأعوام الماضية.

- الإعلانات -

بخلاف الندية والحماس المتوفران بشدة في مباراة مانشستر سيتي وأرسنال، هناك منافسة آخرى تدار من خلف الخطوط، أبطالها الثنائي الإسباني.

- الإعلانات -

«داهية» أم محظوظ؟

بيب جوارديولا أبرز مدربي الحقبة الحالية، مؤخرا وضع حدا لما أشيع عنه بعد إسدال الستار على رحلة «برشلونة 2009»، أنه بطل صُنع بفضل كتيبة ميسي وتشافي وإنييستا وغيرهم من نجوم الحقبة الذهبية للفريق الكتالوني، بتتويجه بالثلاثية التاريخية “دوري أبطال أوروبا، كأس إنجلترا والدوري الإنجليزي” مع مان سيتي.

منذ رحيل مدرب البرسا السابق عن قلعة كامب نو، ضل طريقه نحو حمل ذات الأذنين مرة أخرى، على الرغم من قيادة أندية ذات ثقل مثل بايرن ميونخ وبعده فترة ليست بالقليلة مع مانشستر سيتي.

محاولات جوارديولا للظفر بذات الأذنين بعد الرحيل عن قلعة الكامب نو

لم يستطع جوارديولا إكمال مسيرة الفريق الحائز على دوري الأبطال موسم 2011-12، على حساب غريمه الأزلي بوروسيا دورتموند.

ففي الموسم التالي، ودع بايرن “بيب” البطولة من نصف النهائي أمام ريال مدريد، بطريقة لن تُمحى من الذاكرة، قال عنها فيما بعد أنها أقسى خسارة تعرض لها.

خسارة بهدف دون رد ذهابا وبرباعية في موقعة الإياب، أطاحت بالعملاق البافاري من البطولة، لتضع إدارة النادي في مرمى النقد، بسبب قرار الإطاحة بـ «بوب هاينكس» بطل الثلاثية التاريخية قبل قدوم بيب.

كما تكرر المشهد في مربع الذهب بالبطولة في الموسم التالي، لكن أمام فريقه الأم «برشلونة»، إذ خسر ذهابا وإيابا بخماسية مقابل ثلاثة أهداف.

إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة في موسمه الثالث «القشة التي قصمت ظهر البعير»، تعادل بهدفين لكل فريق في نصف النهائي، مكن أتلتيكو مدريد، من العبور للمحطة النهائية لـ «ذات الأذنين» مستفيدا من قاعدة الهدف خارج الديار، ليسدل الستار على رحلة بيب في ألمانيا.

مع مانشسر سيتي، لم يتخط ثمن النهائي في أول موسم، ووصل لربع النهائي للموسم الذي تلاه، واستمر الحال بالنسبة لموسم 2018-19.

حتى تمكن من قيادة السماوي نحو النهائي القاري الأول في تاريخ النادي، لكن حلمه تبخر مع تسجيل كاي هافيرتز، لاعب البلوز السابق هدف الفوز الوحيد.

وبعودة مثيرة للريال، على معقل «سنتياجو برنابيو» أزاح البطل التاريخي للبطولة، فريق بيب من نصف النهائي، في الموسم قبل الأخير.

أخيرا، عانق الكأس مجددا، بعد غياب دام لما يقارب الـ 12 عاما على حساب إنتر في النهائي بقدم رودريجيو.

أرتيتا.. التلميذ النجيب

خلال فترة عمل ميكيل أرتيتا كمساعد لبيب، لاشك أنه قدم لمعلمه شيئا جديدا، أي أنه لم يكن كـ«سد خانة»، وإن كان الأمر كذلك لكان انتهى به الأمر بالرحيل من الباب الخلفي، على غرار ما حدث مع أكثر من مساعد عمل تحت قيادة بيب، والعديد من اللاعبين أمثال رحيم سترلينج وجابرييل خيسوس ورياض محرز.

بعد نهاية الرحلة في مانشستر، عاد أرتيتا لبيته أرسنال، الفريق العريق الذي لم يسلم من تقلبات الدهر، خلال الأعوام الماضية.

الفريق الوحيد المتوج بدوري اللاهزيمة، لم يتمكن الجانرز من الفوز بلقب الدوري الإنجليزي مرة آخرى، طيلة الـ 20 عاما الأخيرة.

تسلم أرتيتا زمام الأمور في الجولة 19 من موسم 2019-20، أي مع بداية النصف الثاني للموسم، وأنهى الموسم مع الجانرز في المركز الثامن، لكن توج بطلا لكأس الاتحاد الإنجليزي، بالإطاحة بالسيتي من نصف النهائي، والفوز على تشيلسي في النهائي.

المركز نفسه قنع به الفريق في الموسم التالي، لكنه ارتقي للمرتبة الخامسة، في موسم 2021-22.

الموسم الماضي هو خير دليل على جودة المدرب الشاب، الذي صقل موهبته بالاحتكاك بثنائي لديه باع طويل في عالم التدريب، أولهما أرسين فينجر مدرب الجانرز الأسطوري كلاعبا في صفوف الفريق، ثم جوارديولا كما تقدم ذكره.

ظل أرسنال متصدرا لجدول ترتيب الدوري الإنجليزي لأسابيع طويلة، الجميع في معقل «الإمارات» يمني نفسه بالمعجزة التي غابت لما يقارب العقدين.

الفريق سار بخطى ثابتة نحو معانقة الكأس، لكن بسبب سلسلة إخفاقات، نُصب السيتي بطلا للموسم الثالث تواليا، وأرسنال وصيفا بـ 84 نقطة، الرصيد الذي لم يصل إليه الفريق خلال آخر 20 نسخة.

وبدأ أرتيتا مشوار الموسم الحالي خير بداية، بالفوز ببطولة الدرع الخيرية، على حساب السيتي.

لمن ستكون الغلبة في قمة الأحد؟

كعادة مباريات البريميرليج، لا يمكن التنبؤ بسير مباراة ما، لكن فارق النقطة بين الفريقين خير وعدا لنا كمتابعين أننا بصدد رؤية ملحمة مثيرة.

جوارديولا لا يريد التعثر بعد خسارة مثيرة في “مولينيو” بهدفين لهدف أمام ولفرهامبتون، كما أن أرتيتا سيسعى لتدارك ما وقع به من أخطاء خلال مواجهاته السابقة أمام بيب.

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا