جود بيلينجهام.. شبيه زيدان في عشوائية المراكز
سحب ملبدة بالغيوم، وأجواء مناسبة للغاية للعب كرة قدم، لاسيما بعد هطول المطر. في المدرجات يجلس أندريس مانزانو، المستشار السابق لنادي برمنجهام سيتي، ولا يكاد يصدق أن اللاعب الذي يتلاعب بالخصم بالكرة كما الساحر بمتابعي عرضه الخرافي ، لم يتجاوز السادسة عشر من عمره.
تذكر مانزانو قوة بنيان ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد، كما رأي أن الصغير جود بيلينجهام، يشبه كثيرا في طريقة اللعب، الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان، كما أعاد بيلينجهام لأذهان الحاضرين فيما بعد أداء واين روني مع منتخب إنجلترا، في بطولة أوروبا عام 2004.
هناك في بلدة ستوربريدج في ويست ميدلاندز، حيث يقع مقر 4 نوادٍ إنجليزية «ولفرهامبتون – وست بروميتش – أستون فيلا – برمنجهام سيتي»، ترعرع الماهر جود بيلنجهام.
أغلق الباب مبكرا في وجه من قبل جميع أندية بلدته سوى برمنجهام، المحطة التي بدأ عندها كل شيء فيما بعد.
قبل اللحاق بأكاديمية برمنجهام، في سنته السابعة، كان بيلينجهام قد بلغ الرابعة من العمر عندما مارس كرة القدم بشكل أقل احترافية على ما يبدو، تحت إدارة شركة أطلق عليها PSI Sports، لفريق ستوربريدج.
أدرك والده، الذي كان أحد لاعبي كرة القدم الإنجليزية، لكن في درجات أقل، أنه بصدد رؤية لاعب كرة قدم من طراز رفيع.
مايك دودز.. نقطة الإنطلاق
نعود لبرمنجهام، حيث يتحدث جود بيلينجهام بجرأة مع مدرب الأكاديمية مايك دودز، عن رقم القميص الذي يحلم بحمله على ظهره، حيث أن الجميع في صغره يريد أن يلعب في مقدمة الفريق.
لا يصعب التكهن بالرقم المفضل لبيلي الصغير، كان يمني النفس برقم «10»، لكن أمنيته لم تتحقق كما أراد.
دودز، أخبر بيلينجهام بطريقة ما، أنه إمكانياته على أرض الملعب، لا تتناسب مع «ضئالة الرقم»، أخبره أنه يمكن اللعب في مركز «4 – 8- 10»، كما زيدان في وقت ما مع ريال مدريد، والتي كانت من أبرز سماته.
لذلك ارتدى جود قميص طبع عليه رقم «22»، وهو رقمه فيما بعد مع بوروسيا دورتموند.
نقطة تحول
حان الوقت ليشد بيلينجهام الرحال لاستكمال رحلته في صقل موهبته الفطرية، ولا يوجد نادٍ أفضل من بوروسيا دورتموند، يمكنه من صنع نسخة فريدة من نوعها من اللاعب الشاب.
قرار اللاعب بالرحيل من إنجلترا لألمانيا، لم يكن صعبا عليه ولا على عائلته، بسبب الطريقة التي يتعامل بها النادي الألماني مع مثل من هم على شاكلة جود.
من الممكن أن نطلق على رحلة جود مع بوروسيا على أنها معسكر تعليمي، على الرغم من أنه ساعد الفريق في فترات كثيرة.
لكنه استدعي للمنتخب للمرة الأولى في تاريخه، وشارك في مونديال قطر الماضي، وتوهج أي توهج، حيث بات أصغر لاعب يساهم في هدف لمنتخب الأسود الثلاثة، أمام أسود التيرانجا، لزميله جوردان هندرسون.
ريال مدريد.. لحظات لا تُنسى
انضم الإنجليزي المخضرم لأكثر الأندية تتويجا ببطولة دوري أبطال أوروبا، هناك في البرنابيو، عاين الكؤوس الـ 14، وشعر بأنه يريد تقديم أفضل ما لديه.
في مدريد، حمل بيلينجهام، رقم لاعبه الملهم زين الدين زيدان «5»، لكن رقم «22» لم يغادر قلبه، نظرا لإشادة مدرب أكاديمية برمنجهام كما سبق.
جاء الإنجليزي وهو معجبا بإرث أسطورة الريال والديوك في النادي، حالما يوما ما في تخطي ما قام به زيدان، وصنع إرثه الخاص مع الملكي، وممنيا نفسه بأن يكون في قادم الأيام أحد الملهمين كما هو حال زيدان.
بداية اللاعب مع الريال لم تكن مدهشة لمتابعيه، وأثبتت في الأيام الماضية، أنه أفضل صفقات الفريق في الآونة الأخيرة، وأن خط وسط الريال سيكون بمأمن خلال الأعوام القادمة.