منتخب كرواتيا.. رحلة صعود بدأت في يورو 96 ومستمرة حتى كأس العالم 2022
بالنسبة لبلد يبلغ عدد سكانه حوالي 39 ألف نسمة، فإن الوصول إلى الدور قبل النهائي للمونديال الثاني علي التوالي يعد إنجازًا رياضيًا لا يقارن، ففي كأس العالم روسيا 2018، وصلت كرواتيا إلى النهائي، وخسرته أمام أعظم فريق فرنسي منذ سنوات.
وفي كأس العالم قطر 2022 ، يتطلع الكروات لتكرار إنجاز المونديال السابق والوصول للنهائي، حين يواجهون منتخب الأرجنتين مساء اليوم.
المباراة الرسمية الأولى لكرواتيا
لعبت كرواتيا مباراتها الرسمية الأولى ضد إستونيا في عام 1994، وفي سنواتهم الأولى كانوا فريقًا جيدًا إلى حد ما مع لاعبين موهوبين ومشجعين متعصبين.
كانت كرواتيا تتكون من العديد من اللاعبين في تلك المرحلة أيرزهم زفونيمبر بوبان ودافور سوكر يلعبون لأكبر الأندية في لأوروبا.
وبالنسبة لمنتخب وليد كروياً فقد فاق كل التوقعات حينما بلغ ربع نهائي اليورو عام 1996، ثم تلاها إنجاز آخر والوصول إلى الدور نصف النهائي من كأس العالم 1998، قبل أن تخسر من فرنسا بهدفين مقابل هدف.
لكن نجاح الكروات المبكر لم يدم طويلا، بسبب تلاشي تألق لاعبي الجيل الذهبي سريعًا، ليبدأ عصر بلا أي إنجازات تذكر.
يورو 2008 ظهور جيل جديد مميز لكرواتيا
حتي جائت بطولة يورو 2008 التي أظهرت لمحات من جيل جديد من الموهوبين مثل راكيتيتش و مودريتش.
حيث قدمت كرواتيا اداءً جيدًا جدًا مكنها من بلوغ ربع النهائي قبل ان تخسره لمصلحة تركيا بركلات الترجيح.
واستمر المنحي التصاعدي لذلك الجيل الذي شكل نواة لفريق كرواتي قوي إستطاع تصدر مجموعته في يورو 2016، متقدمة علي المنتخب الإسباني، قبل أن تودع البطولة من الدور ثمن النهائي أمام البرتغال بطل تلك النسخة من اليورو.
بعد الخروج من اليورو قامت كرواتيا بالتعاقد مع المدرب زلاتكو داليتش في عام 2017.
لداليتش الذي أثبت أنه الرجل الذي تحتاجه كرواتيا في تلك المرحلة، حيث كانت كرواتيا تدخل حقبة مكونة مجموعة من اللاعبين الموهوبين في ذروتها أو بعدها بقليل.
كان لاعبون مثل لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش وماريو ماندوكيتش ودانييل سوباشيتش، بينما اللاعبون الأصغر سناً مثل مارسيلو بروزوفيتش وماتيو كوفاسيتش وإيفان بيريشيتش في طريقهم للتوهج.
أدرك داليتش أنه لا يحتاج إلى فعل أي شيء خيالي لتشكيل هذا الجيل من اللاعبين في فريق عظيم.
وقد كان، حيث برهن اللاعبون علي جودتهم في كأس العالم روسيا 2018، حينما تمكنوا من تصدر مجموعتهم بالعلامة الكاملة، ثم إقصاء للدنمارك بركلات الترجيح في ثمن النهائي.
ثم التفوق علي روسيا البلد المستضيف بركلات الترجيح أيضًا في ربع النهائي، كذلك التغلب على المنتخب الإنجليزي القوي بهدفين مقابل هدف، لتحطم رقمها القياسي في مونديال 1998 وتضرب موعداً مع فرنسا في النهائي.
ولكن لسوء الحظ ، حطمت فرنسا أحلامهم وتغلبت عليهم أصبحت كرواتيا الوصيف، كان هذا الفريق ينتظر بصبر لسنوات ليرى موهبته تؤتي ثمارها. عندما وصل المنتخب الكرواتي إلى زغرب ، تلقى ترحيباً بالفائز.
كرواتيا تثبت أن 2018 لم تكن حظاً
فندت كرواتيا مزاعم من كانوا يطلقون أن مونديال 2018 كانت طفرة بالنسبة لهم، حيث أثبتت أنها قوة عظمى في عالم كرة القدم في كأس العالم قطر 2022.
حيث بلغت الدور ثمن النهائي بعد بداية لم تكن مثالية من تعادل مع المغرب وإنتصار علي كندا وتعادل مع بلجيكا.
استكمل منتخب كرواتيا عادتها المفضلة ونجحت في إقصاء المنتخب الياباني بركلات الترجيح، لتكرر إنتصارها علي البرازيل بنفس الطريقة، وتتأهل إلي الدور نصف النهائي للمونديال الثاني علي التوالي.
كرواتيا التي تلعب بعد ساعات قليلة مباراة نصف النهائي أمام الأرجنتين، فهل ستنجح في إقصاء التانجو وأنهاء مسيرة ميسي بدون بطولة المونديال، وتحقيق رقم تاريخي ببلوغ النهائي الثاني علي التوالي.
الموقع الرسمي للاتحاد الدولي فيفا